FutureIraqiMan
Active Member
- إنضم
- 31 يناير 2007
- المشاركات
- 1,763
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
- العمر
- 47
- الإقامة
- لندن / المملكة المتحدة
قد تمرُّ علينا العديد من عُملات الدول, شرقيّةً كانت أم غربية, و عندما نرغب في تصنيفها حسب الفئة, نتفاجئ بأن لا فئة مكتوبةً عليها, الأمثلة في هذه أكثر من أن تُحصى, بل و لو كنا منطقيين و موضوعيين أكثر في طرحنا, فإننا قد نجد أن أغلب عملات العالم حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي كانت لا تحوي في تصميمها العام على ذِكرٍ لفئة العُملة المعنيّة, بل و حتى في القرن التاسع عشر للعديد من الدول, بل و حتى للعديد من الدول و إصدارات القرن العشرين, و لكي أوضح المقصود أسرد المثال التالي لمجموعة إصدارات المملكة المتحدة للقرن العشرين, و للعام 1911 مثلاً, فإذا تدبّرنا الصورة التالية للعملة الذهبية, فماذا يُفهم منها, من أي الفئات تلك.!؟
فإن قلتَ إنطلاقاً من معرفتك بالعملة الإنكليزية, إن قلتَ أنه لفئة الباونــــد الواحد (المعروف خطأً بالجنيــــه), فعندها قد يكون جوابك صحيحاً, و إن قلتَ لي, لا, بل هذه فئة النصف باونـــد, فأكررها و أقول لك, قد يكون جوابك صحيحاً, و إن قلتَ أن هناك إصداراً لفئة الـ 2 باونـــد و الـ 5 باونـــد و لذا قد تكون الصورة تلك لواحدٍ من هذين الإصدارين, فأرددها و أقول, قد يكون جوابك صحيحاً.! و بهذا, فإن هناك أربع إحتمالاتٍ قائمة للقطعة المعروضة في الصورة:
الإحتمــال الأول: أنها لفئة النصف باونــــد
الإحتمـال الثاني: أنها لفئة الباونــــد الواحد
الإحتماـل الثالث: أنها لفئة الـ 2 باونــــدين
الإحتمال الرابع: أنها لفئة الخمسة باونــــد
و للتذكير, فكل القطع أو الإحتمالات الأربع السابقة ذهبية, و أهم من ذلك, أنها كلها تحمل الشكل نفســــه بالضبط للوجه و للظهر, فكيف إذاً يتم التمييز بينهما.!؟ و الأمر نفسه يتكرر في إصدارات الدولة العُثمانية, بل وحتى في معظم إصدارات القرون الوسطى للدول الأوروبية.!
لو مررنا و لو سريعاً بإصدارات الدولة العُظمى, بريطانيا, و إصداراتها و الممالك التابعة لها و المنتشرة في حينه في شتى أنحاء كرتنا الأرضية, لوجدنا أن العملة الأولى أو الإصدار الأول الذي حَوى في تصميمه على ذِكرٍ للفئة كان في العام 1799 فقط.! عندما أُضيفت عبارة 1Farthing أي ربع بنس و لإول مرة على القطعة النحاسية الأصغر في تلك الفترة لجورج الثالث ملك المملكة المتحدة (1760 - 1820). و كما في الصورة في أدناه:
و قد سَرَت القاعدة نفسها تماماً في الإصدارات العُثمانية, و الولايات التابعة لها, و من ضمنها دُولُنا العربية, كإصدارات ضُرِبَ في تونس و الجزاير و بغداد و الإصدارات العثمانية و دور سكها المختلفة من القُسطنطينية إلى بروسيه و أزمير و مناستر و غيرها, و قد كانت القطعة الأولى التي تظهر عليها فئة العملة هي القطعة الذهبية الجميلة من فئة الـ 250 قرش عُثماني (2.50 ليرة) عثمانية ذهبية في عهد السطان العثماني عبد المجيد الثاني (1255 - 1277) هـ, و في العام السابع تحديداً من عهده الذي إبتدأ في العام 1255 هـ. و الصورةً التالية توضح المقصود لقطعةٍ مُشابهة, وهي كذلك للسنة السابعة, لكنها لعهد السلطان عبد العزيز (1277 - 1293) هـ:
لذا و لكل ما تقدم, فإن العامل أو العوامل الذي تحددّ فئة العُملة في تلك القطع المعدنية التي لا تحملُ فئة ً في الوجه أو في الظهر للعملة لا يكون الشكل أو المعدن المستخدم في السك لوحده, بل عاملين أساسيين:
أولهمــــا: المعدن (نحاس, فضة أم ذهب).
و ثانيهما: الوزن, أو قُطرُ العملة و هو تعبير عن الوزن بشكلٍ غير مباشر.
أولهمــــا: المعدن (نحاس, فضة أم ذهب).
و ثانيهما: الوزن, أو قُطرُ العملة و هو تعبير عن الوزن بشكلٍ غير مباشر.
هذا بالطبع إضافةً إلى تفاصيل و شكل و تصميم العملة الذي يُمكّننا سريعاً من معرفة المدى العام لفئة العملة, فشكل العملة العثمانية الفضية مثلاً في إصدارات السلطان عبد الحميد (1293 - 1327) مثلاً يمكننا و سريعاً معرفة الفئة و بشكل مديات Denomination Range, فشكل الفئات 1 و 2 قرش متماثل و لذا لا بد من ذكر الوزن للتمييز بينهما, و شكل الفئات 5, 10 و الـ 20 قرش متماثلٌ أيضاً و لذا لا بد من ذكر الوزن للتمييز بينهما. و بناءاً على ما تقدّم و بالعودة للقطعة الإنكليزية التي عرضنا صورتها سابقاً من إصدار 1911 نرى الأوزان و حسب الترتيب من فئة النصف باوند إلى الـ 5 باوند (1/2, 1, 2 و 5 باوند) هي على النحو: 3.99, 7.98, 15.97 و 39.94 غم و بالترتيب.
و من المثير أن نرى أن القطع الإسلامية الأولى قد تحررت من عُقدة القاعدة تلك و قبل ما يزيد عن الألف عام, بإضافتها لفئة القطعة المعدنية, ضُرب هذا الدينر, ضُرب هذا الدرهم.... إلخ...
قد لا تكون الفكرةُ و المعلومة جديدةً على البعض, و إن لم يُصغ و على حد عِلمنا بشكل موضوعٍ مُستقل, فنراه واحداً من أسسِ هواة العملة المعدنية. نرجوا أن نكون قد أضفنا و لو قليلاً, و إن أطلنا, فعُـــــــــذراً...
التعديل الأخير: