أيمن الحلبي
Active member
الاميرال ألكسندر كولتشاك (1874 – 1920) ضابط بحري روسي شجاع ترقى من رتبة ملازم بحري حتى رتبة فريق بحري في الاسطول البحري الحربي القيصري، وزعيم الحركة البيضاء إبان الحرب الاهلية في روسيا. وتجلت موهبته العسكرية والهندسية والعلمية في قيادة التشكيلات البحرية وتطوير هندسة زرع الالغام والملاحة البحرية والبحوث العلمية لمنطقة القطب الشمالي.
ولد الكسندر كولشاك في 4 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1874 في عائلة ضابط بحري. وتنتمي اسرة ابيه الى إلياس كولتشاك باشا قائد الجبهة المولدافية إبان الحرب الروسية التركية والذي اسره المارشال الروسي مينيخ في اواخر القرن الثامن عشر . وامه ابنة تاجر من مدينة اوديسا في اوكرانيا.
شارك الكسندر كولتشاك في الحرب الروسية اليابانية عام 1905 وواجه الاسر الياباني في قاعدة بور ارتور التي استولى عليها اليابانيون. وبعد عودته الى الوطن قام كولتشاك بدراسات جغرافية خاصة برسم الخرائط . كما انه شارك في البعثات العلمية في الشرق الاقصى ومنطقة مضيق بيرنغ. لم يهتم كولتشاك في هذه الفترة بالسياسة. لكنه كان يعتبر نفسه مواليا للحكم القيصري .
رحب كولتشاك بالحرب العالمية الاولى معتبرا ان من واجب روسيا الدخول في الحرب ضد ألمانيا لوجود التعهدات المالية امام فرنسا.
شارك كولتشاك ابان الحرب العالمية الاولى (1914 – 1918) مشاركة نشيطة في العمليات الحربية التي كان الاسطول الروسي يخوضها ضد الاسطول الالماني في بحر البلطيق وابدى نماذج الشجاعة في المعارك البحرية ومنح وسامي القديس جورجيوس وترقى الى رتبة فريق بحري بالاضافة الى انه عمل على اعادة تسليح القوات البحرية وتطوير صناعة السفن الحربية.
عين الامبراطور نيقولاي الثاني الاميرال كولتشاك في مطلع عام 1917 قائدا لاسطول البحر الاسود الروسي.
بعد قيام ثورة فبراير في روسيا وتخلي الامبراطور عن عرشه في مارس/آذار عام 1917 أدى كولتشاك القسم للحكومة المؤقتة ودعا الى متابعة الحرب مع ألمانيا مهما كان. وبعد ان شهد حالات عدم طاعة البحارة لقادتهم ورفضهم محاربة الالمان قدم الاستقالة وغادر روسيا متوجها الى امريكا ليدرب الامريكيين على زرع الالغام في البحر. لم يعترف كولتشاك بسلطة البلاشفة وانقلابهم على الدولة الذي وقع في اكتوبر/تشرين الاول عام 1917 .
في عام 1918 غادر كولتشاك الولايات المتحدة متوجها الى اليابان حيث فاجأه نبأ توقيع معاهدة بريست الانفصالية بين الحكومة البلشفية والمانيا فرفض الاعتراف بها واعرب عن رغبته في متابعة الحرب، وقدم طلبا الى الحكومة البريطانية للالتحاق بالجيش البريطاني . وقبله الانجليز في جيشهم واوفدوه الى الشرق الاقصى ليفرض السيطرة على سكة الحديد الصينية الشرقية. واعلن كولتشاك تشكيل ادارة جديدة في السكك الحديدية الصينية الشرقية وحاول مكافحة حالات السلب والنهب في طريق السكك الحديدية، لكنه فشل في تحقيق ذلك.
قرر كولتشاك في صيف عام 1918 تشكيل جيش روسي منظم لا يمارس النهب بين السكان المحليين. وذلك استنادا الى مفارز روسية متفرقة كانت تتلقى دعما ماليا من البريطانيين والفرنسيين، ثم حاول الجمع بين الوحدات التشيكية والتشكيلات الروسية، لكن التشيك رفضوا الانضمام اليه.
في خريف عام 1918 وصل كولتشاك الى مدينة اومسك بصفتها مقرا للحكومة السيبيرية المؤقتة التي دخل فيها ممثلو مختلف الاحزاب المختلفة في روسيا، بمن فيهم نواب الجمعية التأسيسية (المزيد من التفاصيل عن الجمعية التأسيسية وتاريخ الحرب الاهلية في روسيا على موقعنا). وتم تعيين كولتشاك وزيرا للحربية في الحكومة التي سقطت بعد تعيينه وزيرا بفترة وجيزة بنتيجة الانقلاب. ونفى كولتشاك فيما بعد ضلوعه في الانقلاب الذي جعله حاكما اعلى لروسيا وقائدا عاما لقواتها المسلحة. واعترفت بشرعية سلطته جميع فصائل المقاومة للبلاشفة بمن فيهم الجنرال دينيكين قائد الجبهة الجنوبية والجنرال يودينيش قائد الجبهة الشمالية الغربية الى جانب البريطانيين والفرنسيين وبعض الدول السلافية.
بعد قيام الانقلاب في اومسك اعتقل كولتشاك نواب الجمعية التأسيسية الذين لم يؤيدوه. وتم في الوقت نفسه اعدام بعض ممثلي السلطة البلشفية في منطقة الاورال. وحاول كولتشاك فرض الانضباط الصارم في جيشه واصدر امرا بفرض العقوبات الشديدة على كل من يرتكب جرائم في الجيش. لكن سيبيريا شهدت آنذاك حالات الاعدام وحرق القرى بكامل سكانها. وكان كولتشاك يبرر الاجراءات الصارمة المتخذة بحق المتمردين ب "المنطق الحديدي" للحرب الاهلية.
واثار انقلاب كولتشاك استياء الثوارالاشتراكيين الذين اعلنوه عدوا لا يقل خطورة عن لينين. ولعبت مقاومة الحزب الثوري الاشتراكي للاميرال كولتشاك دورا كبيرا في هزيمة الحركة البيضاء في منطقتي الاورال وسيبيريا. وبالرغم من ان قوات كولتشاك استطاعت شن هجوم جديد على قوات الحمر في ربيع عام 1919 واحتلت منطقة الاورال واقتربت من نهر الفولغا لكنها منيت حركته بالهزيمة لان قواته لم تلق تأييدا من قبل الفلاحين في سيبيريا والاورال والفولغا لاجرائها حملات قمعية ردا على الارهاب البلشفي. اما كولتشاك نفسه فخانته قواته وقوات الفيلق التشيكوسلوفاكي مما ادى الى اعدامه على ايدي البلاشفة في مدينة إيركوتسك بسيبيريا الشرقية في مطلع عام 1920.
يربط المؤرخون مصير الاميرال دوما بمصير احتياطي الذهب للامبراطورية الروسية. في اعوام 1914 – 1917 تم ارسال ثلثه الى كل من كندا وبريطانيا للتخزين. اما ما تبقى منه اي ما يقارب 500 طن فاستولى عليه الجيش الشعبي بقيادة عقيد الاركان العامة الروسية كابل الذي سلمه في مدينة اومسك الى حكومة كولتشاك. واصدر كولتشاك امرا بتخزين الذهب في البنك المحلي ولم يصرف منه فلسا لحاجاته الشخصية او حاجات جيشه باستثناء 68 مليون روبل ذهبي التي صرفها كولتشاك لشراء الاسلحة والبدلات العسكرية للضباط والجنود. وذلك بالرغم من التضخم المالي الذي كانت تواجهه سيبيريا آنذاك.
في 31 اكتوبر/تشرين الاول عام 1919 تم شحن الاحتياطي الذهبي في 40 عربة قطار توجه نحو الشرق بحراسة قوات التشيك. وفي 27 ديسمبر/كانون الاول عام 1919 وصل القطار الى مدينة نيجني اودينسك حيث حمل ممثلو التحالف الرباعي كولتشاك على التخلي عن منصب حاكم روسيا وتسليم الذهب الى الفيلق التشيكوسلوفاكي. لكن قيادة الفيلق سلمت كولتشاك يوم 15 يناير/كانون الثاني الى تنظيم الثوار الاشتراكيين الذين سلموه الى البلاشفة. كما سلم التشيك الى البلاشفة 409 مليون روبل ذهبي من احتياطي الذهب مقابل ضمان سلامة جلائهم من روسيا.
والجدير بالذكر اان وزارة المالية البلشفية اصدرت عام 1921 نشرة جاء فيها ان احتياطي الذهب الروسي تقلص خلال فترة سيطرة كولتشاك عليه بمقدار 182 طنا.
اعدم اعضاء لجنة الحزب البلشفي في مدينة ايركوتسك كولتشاك يوم 7 فبراير/شباط عام 1920 على ضفة نهر في ضواحي المدينة. ويقال انه اصدر بنفسه امرا للجنود باطلاق النيران عليه.
ولد الكسندر كولشاك في 4 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1874 في عائلة ضابط بحري. وتنتمي اسرة ابيه الى إلياس كولتشاك باشا قائد الجبهة المولدافية إبان الحرب الروسية التركية والذي اسره المارشال الروسي مينيخ في اواخر القرن الثامن عشر . وامه ابنة تاجر من مدينة اوديسا في اوكرانيا.
شارك الكسندر كولتشاك في الحرب الروسية اليابانية عام 1905 وواجه الاسر الياباني في قاعدة بور ارتور التي استولى عليها اليابانيون. وبعد عودته الى الوطن قام كولتشاك بدراسات جغرافية خاصة برسم الخرائط . كما انه شارك في البعثات العلمية في الشرق الاقصى ومنطقة مضيق بيرنغ. لم يهتم كولتشاك في هذه الفترة بالسياسة. لكنه كان يعتبر نفسه مواليا للحكم القيصري .
رحب كولتشاك بالحرب العالمية الاولى معتبرا ان من واجب روسيا الدخول في الحرب ضد ألمانيا لوجود التعهدات المالية امام فرنسا.
شارك كولتشاك ابان الحرب العالمية الاولى (1914 – 1918) مشاركة نشيطة في العمليات الحربية التي كان الاسطول الروسي يخوضها ضد الاسطول الالماني في بحر البلطيق وابدى نماذج الشجاعة في المعارك البحرية ومنح وسامي القديس جورجيوس وترقى الى رتبة فريق بحري بالاضافة الى انه عمل على اعادة تسليح القوات البحرية وتطوير صناعة السفن الحربية.
عين الامبراطور نيقولاي الثاني الاميرال كولتشاك في مطلع عام 1917 قائدا لاسطول البحر الاسود الروسي.
بعد قيام ثورة فبراير في روسيا وتخلي الامبراطور عن عرشه في مارس/آذار عام 1917 أدى كولتشاك القسم للحكومة المؤقتة ودعا الى متابعة الحرب مع ألمانيا مهما كان. وبعد ان شهد حالات عدم طاعة البحارة لقادتهم ورفضهم محاربة الالمان قدم الاستقالة وغادر روسيا متوجها الى امريكا ليدرب الامريكيين على زرع الالغام في البحر. لم يعترف كولتشاك بسلطة البلاشفة وانقلابهم على الدولة الذي وقع في اكتوبر/تشرين الاول عام 1917 .
في عام 1918 غادر كولتشاك الولايات المتحدة متوجها الى اليابان حيث فاجأه نبأ توقيع معاهدة بريست الانفصالية بين الحكومة البلشفية والمانيا فرفض الاعتراف بها واعرب عن رغبته في متابعة الحرب، وقدم طلبا الى الحكومة البريطانية للالتحاق بالجيش البريطاني . وقبله الانجليز في جيشهم واوفدوه الى الشرق الاقصى ليفرض السيطرة على سكة الحديد الصينية الشرقية. واعلن كولتشاك تشكيل ادارة جديدة في السكك الحديدية الصينية الشرقية وحاول مكافحة حالات السلب والنهب في طريق السكك الحديدية، لكنه فشل في تحقيق ذلك.
قرر كولتشاك في صيف عام 1918 تشكيل جيش روسي منظم لا يمارس النهب بين السكان المحليين. وذلك استنادا الى مفارز روسية متفرقة كانت تتلقى دعما ماليا من البريطانيين والفرنسيين، ثم حاول الجمع بين الوحدات التشيكية والتشكيلات الروسية، لكن التشيك رفضوا الانضمام اليه.
في خريف عام 1918 وصل كولتشاك الى مدينة اومسك بصفتها مقرا للحكومة السيبيرية المؤقتة التي دخل فيها ممثلو مختلف الاحزاب المختلفة في روسيا، بمن فيهم نواب الجمعية التأسيسية (المزيد من التفاصيل عن الجمعية التأسيسية وتاريخ الحرب الاهلية في روسيا على موقعنا). وتم تعيين كولتشاك وزيرا للحربية في الحكومة التي سقطت بعد تعيينه وزيرا بفترة وجيزة بنتيجة الانقلاب. ونفى كولتشاك فيما بعد ضلوعه في الانقلاب الذي جعله حاكما اعلى لروسيا وقائدا عاما لقواتها المسلحة. واعترفت بشرعية سلطته جميع فصائل المقاومة للبلاشفة بمن فيهم الجنرال دينيكين قائد الجبهة الجنوبية والجنرال يودينيش قائد الجبهة الشمالية الغربية الى جانب البريطانيين والفرنسيين وبعض الدول السلافية.
بعد قيام الانقلاب في اومسك اعتقل كولتشاك نواب الجمعية التأسيسية الذين لم يؤيدوه. وتم في الوقت نفسه اعدام بعض ممثلي السلطة البلشفية في منطقة الاورال. وحاول كولتشاك فرض الانضباط الصارم في جيشه واصدر امرا بفرض العقوبات الشديدة على كل من يرتكب جرائم في الجيش. لكن سيبيريا شهدت آنذاك حالات الاعدام وحرق القرى بكامل سكانها. وكان كولتشاك يبرر الاجراءات الصارمة المتخذة بحق المتمردين ب "المنطق الحديدي" للحرب الاهلية.
واثار انقلاب كولتشاك استياء الثوارالاشتراكيين الذين اعلنوه عدوا لا يقل خطورة عن لينين. ولعبت مقاومة الحزب الثوري الاشتراكي للاميرال كولتشاك دورا كبيرا في هزيمة الحركة البيضاء في منطقتي الاورال وسيبيريا. وبالرغم من ان قوات كولتشاك استطاعت شن هجوم جديد على قوات الحمر في ربيع عام 1919 واحتلت منطقة الاورال واقتربت من نهر الفولغا لكنها منيت حركته بالهزيمة لان قواته لم تلق تأييدا من قبل الفلاحين في سيبيريا والاورال والفولغا لاجرائها حملات قمعية ردا على الارهاب البلشفي. اما كولتشاك نفسه فخانته قواته وقوات الفيلق التشيكوسلوفاكي مما ادى الى اعدامه على ايدي البلاشفة في مدينة إيركوتسك بسيبيريا الشرقية في مطلع عام 1920.
يربط المؤرخون مصير الاميرال دوما بمصير احتياطي الذهب للامبراطورية الروسية. في اعوام 1914 – 1917 تم ارسال ثلثه الى كل من كندا وبريطانيا للتخزين. اما ما تبقى منه اي ما يقارب 500 طن فاستولى عليه الجيش الشعبي بقيادة عقيد الاركان العامة الروسية كابل الذي سلمه في مدينة اومسك الى حكومة كولتشاك. واصدر كولتشاك امرا بتخزين الذهب في البنك المحلي ولم يصرف منه فلسا لحاجاته الشخصية او حاجات جيشه باستثناء 68 مليون روبل ذهبي التي صرفها كولتشاك لشراء الاسلحة والبدلات العسكرية للضباط والجنود. وذلك بالرغم من التضخم المالي الذي كانت تواجهه سيبيريا آنذاك.
في 31 اكتوبر/تشرين الاول عام 1919 تم شحن الاحتياطي الذهبي في 40 عربة قطار توجه نحو الشرق بحراسة قوات التشيك. وفي 27 ديسمبر/كانون الاول عام 1919 وصل القطار الى مدينة نيجني اودينسك حيث حمل ممثلو التحالف الرباعي كولتشاك على التخلي عن منصب حاكم روسيا وتسليم الذهب الى الفيلق التشيكوسلوفاكي. لكن قيادة الفيلق سلمت كولتشاك يوم 15 يناير/كانون الثاني الى تنظيم الثوار الاشتراكيين الذين سلموه الى البلاشفة. كما سلم التشيك الى البلاشفة 409 مليون روبل ذهبي من احتياطي الذهب مقابل ضمان سلامة جلائهم من روسيا.
والجدير بالذكر اان وزارة المالية البلشفية اصدرت عام 1921 نشرة جاء فيها ان احتياطي الذهب الروسي تقلص خلال فترة سيطرة كولتشاك عليه بمقدار 182 طنا.
اعدم اعضاء لجنة الحزب البلشفي في مدينة ايركوتسك كولتشاك يوم 7 فبراير/شباط عام 1920 على ضفة نهر في ضواحي المدينة. ويقال انه اصدر بنفسه امرا للجنود باطلاق النيران عليه.
