لا ميمون .. حقيقة موضوع الكنوز . . لم يكن عهد القدماء بنوك ولا خزائن عامة ولا معاملات مصرفية .. فعلا القدماء كانوا بيحتفظوا بمدخراتهم وجواهرهم وحليهم ومقتنياتهم الثمينة فى محتويات ( كنوز ) صناديق خشبية كانت او معدنية او محتويات فخارية ( جرة او زلعة بالمصرى او زير ) او اكياس جلدية ومن المنسوجات السميكة .. وكانوا يميلون لاكتناز الاموال تحسبا لانقلابات الزمن والاحتياج وقت الشيخوخة حيث لم تكن هناك تأمينات اجتماعية ولا نظم كاليوم .. وخاصة التجار واصحاب المهن الحرفية .. والى وقت ليس ببعيد ربما 150 سنة او اقل بكثير لم تكن بكل الدول بنوك وحت التى انشأت بها البنوك والمصالح المصرفية كانت مقتصرة على فئة قليلة جدا ,, وحتى بعد اصدار الاوراق والنقود الماليه كان الناس لا يثقون الا بالعملات الذهبية ( على طريقة ابو باسم يعنى ) .. الكنوز حقيقة يعلم اسرارها وخبراتها المشتغلين باستخراجها .. وايضا العاملين فى مجال الاثار والحضارات القديمة .. والقرآن الكريم ذكر و اقر بحقيقتها ومنها كنز لوالدين صالحين موضوعا تحت الجدار الذى اقامه الخضر وموسى عليهما السلام .. وكذلك الايات التى تتكلم على الذين يكنزون الذهب والفضة والذين ادمنوا هذا المسلك طلبا للامان .. الكنوز حقيقة تاريخية اكيدة ومعروفة .
بالنسبة للعلامات أو الخرائط كانت مستخدمة فى كثير من الاحيان حيث كان الاشخاص يلجأون اليها تحسبا للكبر والنسيان او المرض او الموت المفاجىء .. و طبعا تختلف العلامات والدلالات ومنها حمام او طائر راقد على بيض أو مفتاح أو ميت راقد بتابوت .. وهى دلالات ليست ملزمة ولكن احيانا تدل على وجود اشياء ثمينة بالمكان .. وخاصة تلك الرسومات التى بها مدلولات ترمز لعدد مثل عدد عقل او الخرز او البيض او الريش .. والقياسات المستخدمة كانت والله اعلم هى الذراع بالنسبة للرجل .. واحيانا تكون بالخرائط او الرسومات علامة تميز طول الذراع هل هو لرجل او امرأة او طفل .. وغالبا رجل .. وخرائط القدماء معقدة جدا وخاصة بالنسبة للكنوز التى تدفن فى القبور حيث كانت ديانتهم تعتقد بوجوب دفن المقتنيات المحببة والخاصة بالمتوفى معه وكان يوصى بذلك .. وكانت تموه قبورهم وخاصة قبور الملوك .. واشهرها قبر توت عنخ امون الذى اكتشفه اثريين اجانب بمصر فى اوائل القرن الماضى باتباعهم لاحدى الخرائط والرموز بالمنطقة ..
وهناك من يقول بامكانية التعرف بالزئبق الاحمر على اماكن الكنوز المدفونة بالارض .. ولكن لا اعلم مصداقيتها وربما هى شعوذة .. بالنسبة للكهوف والمغارات تكون هناك علامات خارجية ورسومات من الخارج او بمكان ليس ببعيد عنها يرمز اليها .. بالنسبة للبيوت القديمة كانت الكنوز تدفن بالحيطان وتعرف بالنقر عليها فاذا اختلف الصوت فهذا يعنى وجود حيز من الفراغ او تجويف .. وبالقصور القديمة الرومانية والاسلامية كانت ايضا بارضيات المكان او الحوائط المكسوة برسمات الفسيفساء او وحدات التابلوهات المرمرية المتلاحمة او الارضية .. ويعرف مكان الكنز تحت شكل من تلك الوحدات مخالفا لحد ما باقى الرسومات او له رمز معين او بالنقر علي وحدات تلك الرسومات التجميلية .. ويفعل ذلك الاثريون فور اكتشافهم لاماكن اثرية ..
واصعب الكنوز هى المدفونة بالاماكن المكشوفة ولكنها ايضا اغنى الكنوز واقيمها واضخمها .. ولكن الصعوبة فى تعرض الاماكن لعوامل بيئية بفعل الزمن يؤدى الى طمس المعالم .. ويسرى الامر على المدن والاماكن الخاصة بحضارات قديمة انتهت بفعل كوارث بيئية والتى خلت زمنها من سكانها وهجروها تاركين خلفهم الكنوز وكل مدخراتهم لينجوا بانفسهم وطمست معالمها .. ولكن دائما او غالبا تكون تلك المساكن مثل الربوة العالية من جهة واحدة .. حيث هبوب الرياح والرمال .. وقد تساعد بعض الاجهزة الحديثة والله اعلم ..