يارايحين للنبى الغالى هنيالكم وعقبالي 00 فى اليوم السابع و العشرين من شوال يبدأ سفر المحمل بعد تجهيزه و اختيار موظفيه ويقام لذلك احتفالا يحضره الباشا الوالى و القضاة00 و كبار رجال الدولة 00 وتدق الطبول و الموسيقى ويكون وصول المحمل الى المعسكر الذى يجتمع فيه الحجاج المصريون مع اقرانهم من بلدان شمال أفريقيا و تركيا خارج القاهرة هو ايذان ببدء الرحلة المقدسة وفى البداية كان المحمل يسافر الى السويس ثم الى قلعة النخل وسط سيناء ثم العقبة وبعد ذلك يتجه جنوبا ويسير بحذاء البحر حتى " ينبع " ثم الى مسكنه تعريف المحمل 0000 اصطلح قديما على قوافل الحج المنظمة والتى تشرف عليها الدولة القادمة من البلاد الاسلامية الى بلاد الحجاز لتأدية فريض الحج إصطلاح المحمل و يعنى ذلك الهيكل الخشبى المخروطى الشكل الذى كان يحلى بأجمل زينة وتحمل على ظهر جمل ويصاحب قافلة الحج من القاهرة قادمة الى مكة و المدينة ثم يعود منها بعد تأدية فريضة الحج الى مصر00وفى تعريف آخر هو أسم يطلق على الجمل الذى كان يحمل الهدايا أو الكسوة الموسمية الى مكة بهداياه الى البيت الحرام 0000 وصف المحمل الشريف 0000 وصف كثير من الرحالة الذين زاروا مصر خروج كسوة الكعبة من مصر كأبن بطوطة و ناصرخسرو وغيرهما 00 ففى عهد الدولة الفاطمية تولت مصر كسوة الكعبة المشرفة وكذلك خلال العصر الأيوبى والمملوكى و العثمانى 00 و استمر ذلك الى أن قامت الدولة السعودية و أبطلت إحضار الكسوة من مصر ومن أهم المشاهد التى سجلتها نصوص الرحالة و المؤرخين أيضا صورة المحمل أو قافلة الحج عبر عصورها المختلفة إذ تعتبر تلك النصوص متن أكثر المصادر التى حفظت لنا تفصيلات دقيقة عن المحمل و كسوة الكعبة ومن أهم تلك النصوص ما ذكره الرحالة ابن بطوطة عن هذا المشهد المهيب و كيفية خروج المحمل المصرى من القاهرة فى حضور أرباب الدولة 0
فيذكر00 يوم المحمل هو يوم دوران الجمل وهو يوم مشهود حيث يركب القضاة الأربعة ووكيل بيت المال و المحتسب ويركب معهم أعلام الفقهاء و أمناء الرؤساء وأرباب الدولة ويقصدوت باب القلعة فيخرج اليهم المحمل على جمل وأقامه الأمير المعين لسفر الحجاز ( يقصد به أمير الحج )ومعه عسكره 00 ويجتمع لذلك اصناف الناس من رجال و نساء ثم يطوفون بالجمل ما ذكرنا معه بمدينة القاهرة ويكون ذلك فى شهر رجب نعتد ذلك تهيج العزمات وتنبعث الأشواق صورة المحمل فى العصر المملوكى وصف المؤرخ القلتشندى فى كتابه صبح الأعشى وصف للمحمل فذكر بأن المحمل يحمل على جمل وهو فى هيئة لطيفة وعليه غشاء من حرير أطلس أصفر و بأعلاه قبة من فضة مطلية00 المحمل فى العصر العثمانى00 قد سجل العياشى مشاهدته للمحمل فى ذلك الوقت سنة 1073هـ/1662م فيذكر 00 ولما بلغ شهر شوال نحو النصف خرج المحمل الخروج الأول : وذلك اليوم يؤتى بكسوة الكعبة المشرفة من دار الصناعة فتضرب سحابة على باب القلعة فيحضر الستاجق كلهم و الولاة والأفراد و القاضى وكل واحد مع اتباعه ولكل واحد منهم مجلس معلوم فى السحابة المضروبة ومجلس الباشا فى الوسط وعن يمينه مجلس القاضى وكلما أته واحد من الأفراد وارباب الدولة جلس فى مجلسه المعهود له فإذا تكاملوا كلهم و أخذوا مجالسهم وصفت الخيول أمام مجلس الباشا 0 ويصف لنا العياشى المحمل بأنه عبارة عن قبة من خشب رائعة الصنع ملونة بأنواع الأصباغ وعليها كسوة من رفيع الديباج المخوص والجمل الحامل للمحمل فى غاية السمنة وعظم الجتة وحسن الخلقة مخضب جلده كله بالحناء ويقوده سائقه 00 وقد خصص لهذا الغرض ولا يستخدم الجمل لأى أغراض أخرى مابقى على قيد الحياة ويوجد عن يمينه وشماله جمل آخر على مثل صنعته المحمل وتجهيزه 00 فيقول ابن عبد السلام المتوفى سنة 1239هـ/ 1823م فيرسم لنا صورة ركب الحجاج واصفا كل فرقة على حده بدءا من أمير الحج وحتى نهاية الركب وكذلك يشير اليه الأستعدادات التى كانت تتوفر لركب الحجاج أثناء رحلة الحج فيقول : فإذا تكامل ذلك جئ بجميع ما يحتاج اليه أمير الحج من أبل وقرب و مصابيح و خيل ورماه و غير ذلك من الأشياء التى تخرج من بيت المال فيحضر فى الميدان كل طائفة لها أمير متقدم عليها حتى الطباخين و الفراشين و السائقين ثم يؤتى بالمحمل على جمله المذكور ويقود ه سائسه حتى يناول رأس الجمل للباشا فيأخذ بيده ويناول لأمير الحج فى حضور القاضى و الأمراء ومعاونيهم ثم يناول أمير الحج لسائسه فيذهب به ثم يتبع ذلك مرور كافة الطوائف على الباشا وذلك من أجل اطمئنان الباشا على الركب فإذا لم يبقى أحد ممن يمر بين يديه خلع الباشا على أمير الحج خلعةوعلى امرائه الذاهبين معه
يرجع أغلب المؤرخين ارسال المحمل الشريف الى السلطان "ركن الدين بيبرس البندقدارى" ملك مصر سنة 670هـ الإ أن السير الشعبية ربطت بداية المحمل بعهد سلطانة مصر " شجرة الدر" آخر حكام الدولة الإيوبية إذ قيل إنها سافرت لآداء مناسك الحج فى هودج على ظهر جمل مع قافلة الحجاج وزينته بحماتل الحرير و التطريز البديع ورصعته بالأحجار الكريمة وحملت معها الهدايا و الستائر للكعبة و الحجرة الشرقية ولكن ليس لها سنه تاريخى فابطلتها الشواهد أنها لم تكن متدينه أو حتى تخاف الله فى شئون حكمها مع الرعية 00 وبعيدا عن هذا الأختلاف فإن المحمل ظل أحد مظاهر الحج فى مصر ذلك حتى قيام ثورة يوليو 1952م التى قررتالغاء المحمل نهائيا
الأحتفال بالكسوة00
للمحمل مظاهر احتفالية جميلة 00 ابرزها الإحتفال بكسوة الكعبة و هو الإحتفال الذى كان يسبق سفره الى الأراضى المقدسة حيث يقام حفل رسمى كبير فى ميدان " الرميلة" بالقرب من القلعة ويحرص مشاهدته جميع سكان القاهرة وزوارها من الأقاليم وفيه يتسلم الباشا الوالى الكسوة الجديدة التى تضم السجادة التى تتزين بها الكعبة وكسوة المقام الإبراهيمى وستارة باب التوبة من مسؤل دار الكسوة الموجود بحى الخرنفش بالجمالية 00 وتحمل الكسوة على جمل وقد نقشت على قماش من الهودج آيات قرآنية ورسوم زخرفية مطرزة بخيوط من الحرير الذهبى فوق أرضية من الحرير الأخضر و الأحمر الأسود كما يزين رأس الجمل بالعقود و الشراشيب الملونة ثم تتبعه الجمال التى تحمل *انوال الصرة الشريفة فى صناديق مغطاة بقماش مطرز وخلفها يسير قضاه المذاهب الأربعة وجميع أئمة المساجد ورؤساء الطوائف و الحرف ومشايخ الطرق الصوفية بأعلامهم وبيارقهم الملونة وجماعات الدراويش ويطوف الموكب شوارع القاهرة متن ميدان " الرملية" حيث مكان الأحتفاليةويتجه الى القسطاط حتى جامع الحاكم بأمر الله بالقرب من باب النصر وقد ازدحمت الشوارع بالناس الذين جاءوا من كل مكان لمشاهدة الموكب وجلس بعضهم على المصاطب امام الحوانيت وتجمهرت النسوة فوق أسطح المنازل على امتداد الطريق وهن يطلقن الزغاريد وقد عمت الفرحة و البهجة الجميع وتحول هذا اليوم إلى عيد كبير ويظل المحمل فى جامع الحاكم بأمر الله حتى يوم الرحيل ثم يبدأ الناس الذين يرغبون فى الحج فى قيد أسمائهم مخصصات المحمل الشريف 00 كان يخصص للمحمل الشريف امتعه وطعام وكسوة وقرب المياه التى كان يخصص لها ما يقرب من نصف عدد الجمال البالغ عددهم فى الأغلب 50 جمل وكان يخصص له أموال طائلة وصلت فى عصر الدولة الفاطمية الى مائة ألف وعشرين ألف دينار
واليكم الصور المرفقه للتوضيح
صور المحمل في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الصورة الاولي المحمل في الميدان 1890 ميلاديه الصورة الثانيه المحمل وكسوة الكعبة وداع المحمل الشريف سنة 1880 ]
كانت كسوة الكعبه قبل السفر الي الاراضي الحجازيه في الاحتفاليه الخاصه بها تصنع في مصر في حي الخرنفش بالجماليه وهو من احياء مصر العتيقه والقديمه علي ايدي صناع محترفين ومهرة وعلي درجه عاليه من الدقه والابداع لاخراجها في ثوبها المرصع بخيوط من ذهب وفضة الي ابهي حللها احتفالا وتشريفا لكساء الكعبه بيت الله العتيق في اشرف بقعه من بقاع الارض واوسطها واليكم الصور للصناع والمهرة من خلال مجلات العقد الثاني من القرن الحالي والتي افردت لها المجلات القديمه مساحات كبيره للنشر
واليكم الصور الخاصه بصناع الكسوة في مصر ويليها السعوديه صور لصناع الكسوة سنة 1921
الكسوه تنتقل الي المملكه العربيه السعوديه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ــــــ V وقد اهتمت المملكه العربيه السعوديه فيما بعد بالكسوة وخصصت لها مصانع وايدي مهرة وقامت بتصنيعها في السعوديه علي ايدي ملوكها الكرام وهذه بعض الصور للصناع والمهرة لكسوة الكعبه في السعوديه
أعلنت وزارة الداخلية فى جريدة الوقائع المصرية فى منتصف شهر رمضان ( أكتوبر ) من السنة المذكورة 1909 أن الحكومة الخديوية للخديوى عباس حلمى الثانى حاكم مصر فى ذلك الوقت ترغب فى تيسير السبل لأداء هذه الفريضة الدينية و لهذا تسمح لمن يقصدون السفر للحج مع قافلة المحمل " وهى القافلة التى تحمل كسوة الكعبة المشرفة كما جرت العادة وقئنذك وذلك حتى يكونوا تحت رعاية و حماية أمير الحج والحرس السكرى ويتكفل أطباء المحمل و صيادلته بمعالجتهم وإسعافهم دون تأخير ويتم السفر فى طريق أفضل من حيث المشقة وتعد المسافة وتوافر أسباب الراحة و الأمان وتقليل النفقات وعلى من يريد اغتنام هذه المزايا أن يقدم طلبا قبل ميعاد سفر المحمل بخمسة أسابيع على الأقل أى قبل ميعاد الحج بحوالى شهر ومصاريف السفر فى الدرجة الأولى ( 25 جنيها ) مصرى للشخص الواحد وتدخل ضمن هذه القيمة أجرة الجمل و الباخرة و الوابور " القطار " وكذلك رسوم المحاجر الصحية و نفقات " المؤنه" الطعام ولاتدخل فى هذه القيمة نفقات الأكل فى البواخر 00 أما السفر بالدرجة الثانية قيمته ( 23 جنيها ) مصريا والثالثة ( 20 جنيها ) وإن اتفق اثنان من الحجاج على السفر بجمل واحد فتكون القيمة ( 14 جنيها)يابـــلاش الرحلة الحجازية للخديوى 1909 :
هذه المرحلة الرسمية التى سطرها لنا الأديب " محمد لبيب البتانوني" فى رحلته المرافقة للخديوى عباس حلمى الثانى والذى اسماها بالمرحلة الحجازية بعد أن سارع المئات وربما الآف من اهالى مصر المحروسة بعد الدعوة التى سطرت فى جريدة الوقائع المصرية للحجز فى رحلة الحج مع سموه المشمولة بالرعاية الخديوية لولى النعمالخديوى عباس حلمى الثانى الذى عزم على أداء فريضة الحج هذا العام والذى جسد فيه كل خطوة بالصور بدلا من الأحتفال بالخروج ثم الوصول الى الأراضى الحجازية و العودة بعد ذلك الى الأراضى المصرية بسلام الله فى كتابه الميمون الذى يعد مرجعا تاريخيا لمثل هذا الحدث الجلل فى مصر المحروسة للأراضى الحجازية
ولما للحج في الماضي من مظاهر وشعائر فقد صور ايضا كتاب مرآة الحرمين وافرد لها جزأين كمرجع بالتفصيل والصور لمشاهد هذه الرحله المباركه الي الاراضي الحجازيه واليكم بعض الصور والمشاهد من الرحله في مرآة الحرمين
يعد المحمل قديم جدا ومن أشهر المحامل العربية 00 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ******************************************* -المحمل الشامى - المحمل العراقى - المحمل اليمنى -المحمل المغربى - المحمل التكرورى – المحمل الرومى أو التركى وهناك محامل أخرى كانت تغد الى الأراضى الحجازية لأداء فريضة الحج مثل محمل ابن سعمد ومحمل على دينار 00 وأهم المحامل العربية هى المحمل المصرى 00 الذى امتاز بالنظام الدقيق فى جميع شئونه و إدارته وتخصيص كل شئ لما وكل له من المرافقين حسب وظيفته الموكله إليه حتى فى رحيله كانت له شواهد واحتفالات جميلة وذلك بين سفره من القاهرة أو أحيانا من الإسكندرية
صور المحمل المملوكي في عصر قنصوة الغوري
الصورة الاولي المرفقة قطعه من كسوة الكعبه الشريفه في العصر المملوكي
الصورة الثانيه المرفقه المحمل المملوكي صورة من الواجهه الامامية للكسوة
الصورة الثالثه المرفقة المحمل المملوكي صورة من الجنب للكسوة الشريفه
فى شهر صفر يعود المحمل وقافلة الحجاج ولا تقل الفرحة و البهجة بعودة المحمل و الحجاج سالمين عن يوم السفر وتدخل قافلة المحمل والحجاج مدينة القاهرة من باب النصر بينما تطلق مدافع القلعة اثنتى عشرة طلقة تحية بعودة المحمل وتزدحم الشوارع بالناس الذين يحرصون على الأقتراب من المحمل ولمسه ثلاث مرات ثم تقبيل أيديهم ومسح وجوهم تبركا ويقوم الحجاج العائدين بتزين واجهات المنازل بالرسوم والأعلام الملونة والجمال والكعبة الشريفة وكانت تكتب على الواجهات " حج واعتمر وزار بيت الله الحرام بحمد الله سنة 1909م وما يقابلها من الشهور الهجرية على سبيل المثال ويستقبل الحجاج بالطبول و المزامير و الزغاريد وإقامة الولائم ابتهاجا بعودة الحجاج سالمين00
انتهاء المحمل0.... بعد الحج يعود المحمل حاملا الكسوة القديمة للكعبة بعد إبدالها بالكسوة الجديدة و تقطع الى قطع و توزع على النبلاء و الآمراء ومازالت هذه القطع موجوة فى متحف كسوة الكعبة و بعضها فى قبور العائلة الملكة فى مصر حيث زينوا بها اضرحتهم كنوع من التبرك وبع قيام ثورة يوليو عام 1952م انشغلت الحكومة عن المحمل ولكنها استمرت فى ارسا ل كسوة الكعبة حتى ظهرت الطفرة بتروليه بالسعودية ويتم بناء مصنع الكسوة بها وتوقف بعدها تاريخ المحمل نهائيا ليعد فى ذاكرة الماضى البعيد بكل احتفالياته والذى كان يعد سفيرا فوق العادة كمصر دائمة سباقة فى كل شئ و ليصبح التاريخ وسطوره شاهدا بصورة و الكروت الجميلة لهذا الحدث الجليل والتى نسميها بمسمى لآخر وهو سفراء من الماضى واليكم صور وكروت البوستال العاديه والمسافره باختام وطوابع مصريه الخاصه بالمحمل المصري قديما في مصر والمحروسه المجموعه الاولي الصور الالوان
المجموعه الثانيه من كروت البوستال المصريه للمحمل الشريف والكسوة
كروت البوستال هي سفير من سفراء الماضي تحكي لنا عن طريق اللقطة والصورة احداث ماضيه وتاريخ خالد ولعل كروت البوستال هي العصر الذهبي لاي دوله او وطن عاش احداث وتواريخ وحضارات ماضيه ولان الحج ومراسمه والمحمل الشريف والكسوة لهم مذاق خاص في الحضارات العربيه والمصريه تحكي الزمان والمكان في تظاهرة جميله بزي اقرب مايكون الي التوحد في عصور عتيقه واليكم الصور او كروت البوستال للمحمل والكسوة واحتفاليته بالابيض والاسود
كارت بوستال خاص بخروج المحمل من مدينه الاسكندريه اوائل القرن