أوشين
Member
درهم عباسي ضرب مدينة السلام سنة 152 هـ (منتصف القرن الثامن الميلادي تقريباً) في عهد الخليفة أبو جعفر المنصور، كان من النقود المتداولة بمصر التي عاش فيها اليهود والأقباط مع المسلمين، وكانت المعاملات المالية اليومية تجري باستخدام الدنانير والدراهم والفلوس العباسية، وكأي مجتمع تتعايش فيه عدد من العقائد، نجد أصحاب كل عقيدة أو دين (يتبركون) بنقش بعض المأثورات أو التمائم أو الرموز التي تمثل عقيدتهم على النقود، ومازال هذا السلوك يحدث حتى الآن، كأن نجد ورقة مالية مكتوب عليها بعض الآيات القرآنية، أو بعض العبارات الطريفة، أو حتى رسائل حب مختصرة!
والدرهم المعروض من مجموعتي الخاصة درهمٌ شائعٌ ولايعتبر من النوادر على الإطلاق، لولا أن عثرت فيه على بعض (الخربشات) القبطية التي جعلت منه وثيقة هامّة تعكس إحدى الصور الاجتماعية في هذا العصر.
فعلى وجه الدرهم وفي منتصف السطر الأول من مأثورات المركز، وبالتحديد فوق كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) نجد صليباً صغيراً محفوراً فوق حرف الهاء من كلمة إله!
واضح بالطبع أن من حفر ذلك الصليب كان (يرد) على شهادة التوحيد حسب عقيدته، وبما يجعله يضفي طابعه القبطي على درهمٍ إسلاميٍّ!
أما على ظهر الدرهم وفي السطر الأخير من مأثورات المركز.. وحول كلمة (بخ) يوجد رمزان يمثلان أرقاماً قبطية هما: I - W
وهذه الأرقام القبطية شاعت على الدنانير العباسية، حيث كانت تمثل قيماً نقدية معينة تم الاتفاق عليها سوقياً!
والآن أترككم تتأملون هذه الخربشات البشرية التي حاولت أن تضع بصمتها على قطعة نقدية كانت متداولة منذ مئات السنين!
